لقد أدى التطور التکنولوجي في أنظمة الإنشاء إلى أن أصبح الإنشاء أداة للتعبير المعماري بدلا من کونه عائقا وبالتالي تعاظم الدور الإنشائي في العملية الإبداعية والرمزية في العمارة من منطلق أن أنظمة الإنشاء لا تستخدم فقط وإنما تعرض أيضًا کوُنها تعبير مادي عن اطر ثقافية وتحوّلات تّقنيه تجسّد الواقع وتوحي بالمستقبل , فإن تلک الأنظمة لا تهدف إلى تحقيق مضامين وظيفية للمستخدم فقط وإّنما لابد لها من دلالات تعبيرية توفرالاستمتاع البصري والادراکي للمشاهد وتکون وسيله للتلاقي والتواصل معه , ويتحقق ذلک عند إکساب تلک النظم تأثيرات جمالية ومقاربات رمزية ُتقدم في لغة تصميمية تتضمن صياغات بنائية تعبّر عن القوة والرشاقة ومعالجات فراغيه تؤکد على التواصل , وعلاقات إنشائية ديناميکية تجمع بين الصرامة والحيوية , ومن هنا يهتم البحث بتلک التأثيرات والمقاربات کأحد الادوات للارتقاء بالبيئة المعمارية کونها عناصر مرنة تتيح له الانتقال من صياغة کتل جافة وجامدة إلى إبداع أشکال إنشائية تحمل قيم ومعاني وبصفتها وسائل متنوعة لجذب المتلقي والتأثير فيه وتلبية احتياجاته الفکرية والمعنوية , وبالتالي يوّلي البحث اهتمامًا بجماليات التعبير بالرمز في الصيّغ البنائية للأنظمة الانشائية ويدعوا إلى تعظيم التعاطي معها بصفتها نصوصًا لغوية تحمل رسائل في لهجات إنشائية متمايزة .