دراسة في إدراج الخدمات العمرانية المعاصرة في الفراغات العامة للمدن التاريخية دون تشويهها: دراسة لحي مصر القديمة بالقاهرة

Document Type : Original Article

Authors

قسم الهندسة المعمارية - کلية الهندسة - جامعة المنوفية

Abstract

تعتبر القاهرة التاريخية عامرة بالآثار والسمات ذات القيمة الإستثنائية التي جعلت منها واحدة من أوائل التجمعات العمرانية التي تم ضمها لممتلک التراث العالمي عام 1979 وليس کعاصمة للعالم الإسلامي فحسب، وذلک إقرارا بأهميتها التاريخية  والآثرية  العمرانية الإستثنائية. تعتبر منطقة مصر القديمة واحدة من المناطق العمرانية  ذات القيمة التراثية العظيمة نظرا لموقعها المتميز منذ أن تضمنت أدلة علي التواجد المبکر للعصر الروماني والقبطي المعبر عنها بحصن بابليون بجانب الأدلة علي وصول المسلمين الاوائل معبر عنها بموقع الفسطاط الآثري وجامع عمرو بن العاص، فضلا عن العديد من السمات ذات القيمة التاريخية التي خلفتها لنا العصور الإسلامية المتلاحقة الأخرى وکذلک معالم العصر الحديث مثل کنيسة القديس جورج التي بنيت فوق الجزء الغربي لبوابة حصن بابيلون، وهذا الثراء التاريخي جعل مصرالقديمة تمتلک 18% من مجموع الاثار في القاهرة، وبعد سنوات طويلة من التدهور خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تم تسجيل العديد من المباني کآثار، وتم إعادة إکتشاف القيمة المعمارية والآثرية للمنطقة، کما تم وضع وتنفيذ برامج لإعادة التأهيل والترميم والتي ترکز في الغالب على منطقة مجمع الأديان وتقع بإتجاه الشرق من طريق السکة الحديد (حلوان-القاهرة) الذي شيد في نهاية القرن التاسع عشر، هذا الطريق (خط المترو حاليا) فصل المنطقة عن نهر النيل مکونا نسيج عمراني شرقه وغربه، حيث تم تطوير المنطقة الواقعة في الجزء الشرقي للمترو وأعتبرت المنطقة الغربية أنها ذات أهمية أقل ولم تحظى بإهتمام على التراث الموجود بها، ولکن السمات المتناثرة ذات القيمة التي لاتزال موجودة بالمنطقة تتطلب التدخل بشکل خاص لأن هذه المنطقة هي جزء لا يتجزء من مصر القديمة التي تم ضمها ضمن ممتلک الترات العالمي.
يحظى موضوع الحفاظ على المناطق ذات القيمة التاريخية مؤخرا بإهتمام کبير على مستوى العالم، وقد تطور المفهوم من الحفاظ على المباني ذات القيمة التاريخية کمباني مفردة ليشمل النطاق المحيط بها ککل، حيث يعتبر النسيج العمراني المحيط محدد هام من محددات مشاريع إعادة الإستخدام للمباني ذات القيمة التاريخية، يتأثر هذا المحدد عند إدراج خدمات معاصرة وبنية تحتية لم تکن المدينة التاريخية مصممة من أجلها، ومن الممکن أن يؤدي هذا إلى تشوه کبير في النسيج التاريخي المبني إذا لم يتم مراعاة تطبيق مبادئ الحفاظ، والمسألة عادة ما تتمثل في کيفية دمج تلک الخدمات المعاصرة والبنية تحتية بشکل لا يؤثر على القيم المطلوب للحفاظ عليها، ودون فقدان الهوية التقليدية للنسيج العمراني التاريخي.
يسعى البحث إلى  دراسة کيفية إدراج الخدمات العمرانية المعاصرة في الفراغات العامة الواقعةغرب المترو والواقعة ضمن مواقع التراث العالمي وتهيئتها بالشکل اللائق وتوفير تفسير تاريخي لها يليق بالقيم الکامنة بها حتى تتوازن مع منطقة مجمع الأديان الواقعة شرق المترو، وهذه الدراسة هي جزء من رسالة ماجيستير بعنوان (تهيئة السياق العمراني لإحياء المدن التاريخية- دراسة لحي مصر القديمة) بکلية الهندسة بشبين الکوم- جامعة المنوفية).