البحث عن الذاتية فى العمارة العربية المعاصرة

Document Type : Original Article

Authors

قسم الهندسة المعمارية - کلية الهندسة - جامعة المنوفية

Abstract

تميز الوطن العربى على مدى تاريخه الطويل بالثراء الحضارى وما خلفه من تراث معمارى ذاخر بکل أنواع جماليات العمران، فلقد کانت العمارة فى العالم العربي على مر العصور هى المرآة الصادقة المعبرة عن إحتياجات المجتمع ومقوماته وظروفه ، حيث نجحت فى إستيعاب المتغيرات وصهرتها فى بوتقتها وطبعتها بطابع محلى يتمشى مع قيمها وبيئتها.
   أما الآن ونحن فى مطلع القرن الحادى والعشرين فقد أصبحنا نعيش فى عصر التفاعل بين ماهو عالمى وماهو محلى , فوجدنا النموذج الغربى للعمارة بکل ملامحه وخصائصه يسود تارة , وتارة أخرى نجد العمارة التراثية يتم استنساخها من خلال الاستهلاک المادى المتزايد للعناصر المعمارية التراثية فى التشکيلات المعمارية لاضفاء تأثيرات بصرية شکلية على المظهر الخارجى للأبنية بأساليب نمطية مفتعلة ومکررة وبدون ارتباط وظيفى أو معنوى مما يفقد هذه العناصر قيمتها ويزيف التعبير المعمارى کما يشوه النظرة الى العناصر التراثية ذاتها, وأخيرا نجد فکرا متوازنا يحمل عبق الماضى وفى الوقت ذاته يقدم عمارة بمفهومها المتطور.
    فالفکر المعمارى الأصيل الذى نبتغيه لعمارتنا العربية الإسلامية ينبغى أن يصنع القدرة على توصيل الانقطاع الحضارى للقيم والأعراف الإجتماعية الأصيلة، عن طريق إيصال العناصر الإيجابية التى يمکن تطويرها من التراث وکذلک تطوير العناصر الإيجابية المعاصرة من اتجاهات فکرية حديثة وإيصالها للمجتمع بصورة واضحة تضمن للمجتمع القدرة على التقييم والإختيار.
   فنجد أن هناک بعض النماذج المعمارية لمعماريين حاولوا الارتباط بالبيئة والتراث وموروثاته فحاولوا تأصيل عمارة عربية الطابع تستلهم البيئة المحلية وتستفيد في الوقت نفسه من المتغيرات الثقافية والاقتصادية والسياسية وتوظيفها لتشييد عمارة عربية حديثة ذات انتماءات عدة لاتجاهات  مختلفة من الموروث المعماري الحضاري ولکن بأبعاد ملائمة للعصر الحالى, فهي اعمال حاولت توفيق عمارة تحاول تبني مفردات من العمارة التراثية وتوظيفها من خلال مباني حديثة لإکسابها الطابع المحلى حتي تحقق الأداء الامثل  لها وظيفيا من خلال التجريد المعمارى والتجديد الخلاق لدور المعارف المحلية فى عمليات البناء. (وذلک من الابتکار والتجديد لصناعة تشکيلات وتکوينات معمارية معاصرة ومعبرة عن شخصية البيئات المحلية سواء تلک التى تعتمد على التقاليد التراثية کمراجع تصميمية للاستلهام أو الأعمال التى تجتهد فى خلق عمارة أصيلة تتسم بالتفوق والامتياز فى التعبير المعمارى).
مشکلة البحث:
هى فقد النتاج العربى المعاصر للشخصية البصرية المميزة والطابع المعمارى العربي   المميز للبلاد العربية فى المدن الرئيسية الکبرى وذلک نتيجة التأثر بالفکر الغربى والانبهار بالتطور التکنولوجى الکبير الحادث دون النظر للمقومات الحضارية للمجتمعات العربية , حيث أصبحت العمارة العربية المعاصرة تتأرجح بين محاولات لتقليد الاتجاهات الفکرية المعاصرة للعمارة العالمية وبين الاتجاهات التى تنادي بتأصيل التراث والعودة مرة أخرى إلى الأصول المعمارية التى تتناسب مع بيئتنا المحلية وظروفنا المعيشية
هدف البحث:
رصد تأثير المتغيرات العالمية على العمارة المعاصرة للعالم العربى ومدى استجابتها لتلک المتغيرات , من خلال رصد توجهات الفکر المعمارى العربى المعاصر التى نجحت فى بلورة هوية معمارية معاصرة تنبع وتستلهم لغتها التشکيلية من جذورها التراثية من خلال إيجاد التوازن المنشود بين الأصالة والمعاصرة.